وإنَّ من أسباب حبسِ الغيث انغماسَ كثير من الناس في الشهوات والملذّات، وغفلتَهم عن طاعة ربهم، أضِف إلى ذلك ضعفَ تحقيق الإيمان والتقوى، والتقصيرَ في أداء الصلاة وإيتاء الزكاة، يقول .ص.محذّراً وزاجراً: ((لم ينقُص قوم المكيالَ والميزان إلا أُخِذوا بالسّنين وشدّة المؤونة .... ولم يمنَعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يمطروا)) ...أوَليس ظلمُ العباد بعضهم لبعض / وغشُّ بعضهم البعض/ وتضييع حقوق بعضهم البعض / وبخسهم في المكاييل والموازين والمقاييس ..... أمَا هذه قلوبُ كثيرين قد انطوت على الحِقد والحَسد والشّحناء والتقاطع والتدابر والبغضاء؟! أمَا هذه الزّكاة المفروضة قد بخِل بها كثيرٌ من النّاس، وظنّوها جبايةً وعناءً، لا مواساة ونماءً، وألهاهم التكاثر والتنافسُ في دنيا الغرور عن إخراج حقِّ الله فيها؟! أوليست هذه مسببات منع القطر من السماء ؟؟؟.عباد الله ، ما ضاق أمرٌ إلا جعل الله معه فرَجاً، ولا عظُم خطبٌ إلا جعَل الله مِنه مخرجاً، وإنَّ في طياتِ المِحن لمِنحاً، "قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ"