...... لنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه كم يتمنى المرء تمام شهره وهو يعلم أن ذلك ينقص من عمره و أنها مراحل يقطعها من سفره وصفحات يطويها من دفتره و خطوات يمشيها إلى قبره فهل يفرح بذلك إلا من استعد للقاء ربه . يأحباب سيدنا رسول الله : ألم تروا إلى هذه الشمس كل يوم تطلع و تغرب ففي طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار و إنما هي طلوع ثم غروب ، ألم تروا إلى هذه الأعوام تتجدد عاما بعد عام فنحن نودع عاما شاهدا علينا و نستقبل عاما جديدا مقبلا إلينا و إنما تمحى السيئات بالحسنات فليحاسب كل واحد منا نفسه عن فرائض الإسلام و أدائها ، عن حقوق الناس و التخلص منها ، عن مسؤولياته و التزاماته تجاه نفسه و ربه و الناس ، عن أمواله التي جمعها من أين جاءت و كيف ينفقها ، نحن اليوم أقدر على محاسبة أنفسنا من يوم غد و لنتذكر بانقضاء العام انقضاء العمر ولنتذكر بسرعة مرور الأيام قرب الموت و بتغير الأحوال زوال الدنيا و حلول الآخرة …و ليحذر المسلم و هو يودع هذا العام من الوقوع في المخالفات بأن يتجرأ على الله بالمعاصي...... فاللهم اجعل أعمالنا في طاعتك و هيء لنا يا مولانا من أمرنا رشدا و ثبتنا يا ربنا يوم العرض عليك يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا و الامر يومئذ لله ، اللهم اختم لنا عامنا بخير ، واجعل عواقبنا إلى خير، إنك سميع مجيب الدعاء .