من حكم الله جلّ وعلا أن لا يديمَ عبادَه على حالٍ واحدة ، بل يبتليهم بالسرّاء والضرّاء ويمتحِنهم بالشدّة والرخاء، و صدق الله العظيم القائل "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ".وإنَّ مولانا جلّت حكمته يوالي نعمَه على عبادِه لتكون عونا على طاعتِه والتقرّب إليه، فإذا استعانوا بنعمِه وفيوض خيرِه ورزقه على معصيتِه وفرّطوا في جنبِه وأضاعوا أوامرَه واستخفّوا بها ...غيّر حالَهم جزاءً وفاقاً "ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"فإن غيّرنا حالنا من الطّاعة إلى المعصية ومن الحقّ إلى الباطل ومن الجدّ إلى اللهو والعبث بدل الله علينا الغِنى بالفقر والنّعم بالنّقم والعزّة بالذّلة والقوّة بالضّعف والمَطر بالقَحط ...