...... فَيَقُولُ اللهُ سُبحَانَهُ:" إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُومِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِم أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِم اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ"معاشر المسلمين : مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ .ص. وَأَبُو بَكرٍ عَبدُ اللهِ بنُ أَبي قُحَافَةَ لا يُذكَرُ هَذَا إِلاَّ ذُكِرَ ذَاكَ، مُحَمَّدٌ هُوَ رَسُولُ اللهِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِمَامُ المُرسَلِينَ، وَأَبُو بَكرٍ هُوَ الصِّدِّيقُ صَاحِبُهُ في الغَارِ وَرَفِيقُهُ في الهِجرَةِ، وَوَزِيرُهُ المُلازِمُ لَهُ مُلازَمَةَ الظِلِّ وَخَلِيفَتُهُ الأَوَّلُ، أَوَّلُ مَن أَسلَمَ مِنَ الرِّجَالِ وَآمَنَ بِسيدنا رسول الله . رَضِيَ اللهُ عَنِ الصِّدِّيقِ وَأَرضَاهُ . وَزَادَ مَحَبَّةَ الصَّاحِبَينِ الكَرِيمَينِ لِبَعضِهِمَا وَقَوَّى المَوَدَّةَ بَينَهُمَا أَنَّ أبا بكر زوج بنته و فلذة كبده سيدتنا عَائِشَةَ لرسول الله ، فكانت امرَأَةَ إِمَامِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَلِتَصِيرَ زَوجَتَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَلِتُصبِحَ أُمًّا لِلمُؤمِنِينَ وَتَنضَمَّ إِلى بَيتِ النُّبُوَّةِ الكَرِيمِ، ذَلِكُمُ البَيتُ المُبَارَكُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، المُمتَلِئُ عَفَافًا وَطَهَارَةً وَنَزَاهَةً – البيت الذي قال فيه الله تعالى " إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا"و مِن حِكم الله سُبحَانَهُ أَن جَعَلَ أَشَدَّ النَّاسِ بَلاءً الأَنبِيَاءَ ثُمَّ الأَكمَلَ فَالأَكمَلَ، فَكَانَ أَنِ ابتَلَى نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَصَاحِبَهُ أَبَا بَكرٍ الصِّدِّيقَ وَزَوجَهُ الصِّدِّيقَةَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عن الجميع بِأَن تَنَاوَلَت أَلسِنَةُ المُنَافِقِينَ النَّجِسَةُ عِرضَهَا الشَّرِيفَ، فَقَذَفُوهَا وَاتَّهَمُوهَا بما تَرتَجِفُ الأَفئِدَةُ مِن أَن تَتَّهِمَ بِهِ امرَأَةً مِن سَائِرِ النِّسَاءِ، فَكَيفَ بِزَوجِ رَسُولِ اللهِ.ص. المُحصَنَةِ المُؤمِنَةِ العَفِيفَةِ؟! وَكَانَ أَن حَدَثَت قِصَّةُ الإِفكِ الَّتي تَوَلَّى كِبرَهَا رَأسُ المُنَافِقِينَ عَبدُ اللهِ بنُ أُبيِّ بنِ أَبي سَلُولٍ، وَوَلَغَ فِيهَا مَن وَلَغَ مِنَ المُنَافِقِينَ أَو ممَّن ضَعُفُوا مِن غَيرِهِم، وَمَا زَالَ الأَشرَارُ الأَنجَاسُ إلى يومنا هذا يُحيُونَ مَظلَمَتَهُ وَيُرَدِّدُونَهَا في كُتُبِهِم وَمَوَاقِعِهِم ، وَيَفضَحُ اللهُ بها كُبَرَاءَهُم وَرُؤُوسَهُم، الذين يبغضون أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللهِ . كلام حقير ينال من عرض رسول الله .ص. و من عرض الصديقة بنت الصديق التي تربت في الصدق و نشأت فيه و ترعرعت في بيت النبوة و سقيت بمداد الوحي الطاهر ، يرمى رسول الله في عرضه و هو القائم على صيانة الحرمات في أمته – أطهر و أشرف عرض عرفته الأرض -و يرمى الصديق الذي قال ما رمينا بهذا في الجاهلية أفنرمى به في الإسلام ؟ و أما الصديقة عائشة فقد فلق البكاء كبدها لما علمت الخبر و رغم ذلك يا معاشر السادة كان يدخل الحبيب محمد و يسلم ..تصوروا لو سمع أحدنا عن أهله شيئا و لو كان وشاية و كذبا و زورا - ماذا يصنع ؟ كم من بيت تهدم و تخرب بسبب الوشاية الكاذبة بل بسبب قذف المحصنات ؟ كم من الأقضية بمحاكمنا سببها الوشاية و قول الزور و شهادة الزور و رمي المحصنات؟؟– أسأل الله أن يحفظ بيوتنا و أزواجنا و بناتنا – دخل سيدنا رسول الله و عائشة عند أبويها و قال يا عائشة إنه قد بلغني عنك كذا و كذا فإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه فإن العبد إذا أذنب و تاب إلى ربه تاب الله عليه و إن كنت بريئة فسيبرئك الله ، فقالت عائشة لأبيها صاحب القلب الممزق أجب رسول الله ، فقال و الله ما أدري ما أقول يا بنيتي فالتفتت إلى أمها يأماه أجيبي رسول الله فقالت الأم الممزقة و الله ما أدري ما أقول لرسول الله . فقالت الصديقة " و الله لا أجد لي و لكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف " فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون " و سيدنا رسول الله يحطم فؤاده الألم و يعتصر كبده الحزن الشديد و قد توقف عنه الوحي لمدة شهر حتى ارتقى المنبر و حمد الله و أثنى عليه و قال بأبي و أمي و روحي ما بال رجال يؤذونني في أهلي فوالله ما علمت عن أهلي إلا خيرا ...صلى الله عليك يا سيدنا يا رسول الله و رضي الله عنك و عن أبيك يا صديقة ......
……………. من توكل على الله كفاه ، و من اعتصم به نجاه و من فوض إليه الأمر هداه " أليس الله بكاف عبده"تقول أم المومنين ، و قد نزل الوحي على رسول الله .ص.و تحذر منه العرق كحبات اللؤلؤ فسري عنه و هو يبتسم و يقول: أبشري يا عائشة "أَمَّا اللهُ فَقَد بَرَّأَكِ ".....اللهَ تَعَالى لم يَترُك الصديقة دُونَ أَن يُبَرِّئَهَا، فَأَنزَلَ سُبحَانَهُ بَرَاءَتَهَا في آيَاتٍ كَرِيمَاتٍ في سُورَةِ النُّورِ، آيَاتٍ تُزَكِّيهَا وَتُطَهِّرُهَا، وَتَرفَعُ الدَّنَسَ عَنهَا وَعَن بَيتِ النُّبُوَّةِ، لِيُؤَكِّدَ الصَّادِقُ المَصدُوقُ .ص.مَا نَزَلَ مِنَ الوحي "إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالافكِ عُصبَةٌ مِنكُم لا تَحسبُوهُ شَرًّا لَكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَكُم لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم مَا اكتَسَبَ مِنَ الاثمِ وَالَّذِي تَوَلىَّ كِبرَهُ مِنهُم لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ"لِيَبقَى هَذَا القَولُ الكَرِيمُ نِبرَاسًا لِكُلِّ مُؤمِنٍ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ، لِيَعلَمَ أَنَّهُ مَهمَا تَكَلَّمَ المُنَافِقُونَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا في عِرضِ هَذِهِ الطَّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ المَصُونَةِ فَإِنَّ في ثَنَايَا ذَلِكَ مِنَ الخَيرِ لِلمُؤمِنِينَ مَا لا يَعلَمُونَهُ، يمعشر السادة ، إن عقيدتنا في هذا البلد الأمين العقيدة الأشعرية عقيدة أهل السنة و الجماعة تدعونا لمحبة سيدنا رسول و آل بيته الأطهار و الدود عنهم و الدفاع عنهم و محبتهم