صلوا على الحبيب يأحبابنا

<محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود .>اللهم اجعلنا من أصحاب سيدنا محمد .أيها الاخوة المومنون :لا زلنا مع رسول الله ص وإذا كنا نتخذ على الدوام ليلة القدر عيدا حيث نزل القرآن الكريم هدى و تبيانا لكل شيء و إذا اتخذنا يوم عرفة عيدا حيث يجتمع الحجاج تمجيدا لإتمام الرسالة المحمدية فإن عيد الأعياد و الفرحة الكبرى للمسلمين ، و النعمة العظمى عند المؤمنين هي ميلاد سيدنا محمد بن عبد الله تاذي أرسله الله رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا . لقد اختاره الله من مشكاة الأنبياء، ومن سلالة الأصفياء ، ومن صفوة النجباء ومن أطيب الأجداد و أشرف الآباء . وما زال نوره ص يتقلب بين الساجدين و الراكعين إلى أن اختار الله له لمعدن ظهوره أبوين كريمين من أعرق البيوت مجدا وأشرف الأنساب نسبا هما عبد الله بن عبد المطلب من بني هاشم وآمنة بنت وهب من بني زهرة فكانا كوكبين زهراوين وبدرين تامين نسبا وحسبا وصهرا قال رسول الله ص – أنا أشرفكم حسبا و نسبا و صهرا خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح وهكذا التقى الأبوين و أحست الأم أم الرسول العظيم بفيض إلهي غمرها ونور رباني أحاط بها وسمعت الهواتف تهتف لها أن يا آمنة قد حملت بنور الدنيا و ضياء العالم ، حملت بسيد البشر ورسول الله إلى الأمم ، و لم تجد لحمله تعبا ولا هما ولا شاهدت كسائر النساء ثقلا ولا ألما ، ورأت في منامها نورا خرج من بطنها فملأ المشارق و المغارب ، وأتاها آت في المنام فقال لها إذا و ضعته فسميه محمدا فإنه المحمود بالمحامد السنية . وفي مثل يوم غد الثاني عشر من ربيع الأنور . و لد الهدى المبشر به في التوراة و الإنجيل قال تعالى < الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إسرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين ءامنوا به و عزروه و نصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون > اللهم اجعلنا من المفلحين .أيها المسلمون ، في هذا الشهر العظيم وفي هذا اليوم الأغر ولد سيد الأولين والآخرين منقذنا من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ومن الحيرة إلى المعرفة فطهرنا الله به من الشرك ودنايا الأخلاق وأعز الأمة فتخلصت من سلطة الاستبداد و القهر فولد بولادته العالم من جديد وأشرقت شمس السعادة على الوجود . فميلاده و بعثته ص كانت بردا و سلاما ورحمة ووئاما ونورا و سرورا وصدق الله العظيم القائل < وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين > .ولقد ولد . ص .نظيفا مكحولا مسرورا ، مبتسم الوجه ،جميل الصورة قوي الجسم وقد حدثت قابلته الشفاء أم عبد الرحمن ابن عوف ، أنه .ص.نزل من بطن أمه ساجدا ، ورفع رأسه بنفسه ، و بسط يديه كالداعي . فبشرت جده عبد المطلب فأخذه وقبله بين عينيه وسر به سرورا عظيما وطاف به حول الكعبة المشرفة فسمع هاتفا ينادي < جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا > أيها الأخوة المومنون ، وهكذا تربى الرسول .ص. تحث الرعاية الربانية فشمله الله بعنايته وحفظه بحفظه من كل شيطان إنس وجان فهيأ الله له مرضعة مربية وهي حليمة السعدية التي كانت من أفقر الناس في قرية بني سعد فما أن دخل الرسول محمد اليتيم إلى بيتها حتى أغدق الله عليها من بركات السماء و الأرض بل عمت البركة كل أهل القرية . وهذه هي عظمة الخالق المعبود سبحانه وتعالى الذي جمع بين اليتم والفقر وجعل فيهما البركة والسعادة و الخير الكثير = وإذا سخر الإله أناسا لسعيد فإنهم سعداء = وشاءت حكمة الله أن يتربى محمد .ص. يتيما حتى لا يدعي أحد تربيته .= ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى …= وهذا تصريح و بيان من الله لرسوله .ص. يوضح أحواله ومعنى هذا الكلام : ألم تكن يا محمد يتيما في صغرك فآواك الله إلى عمك أبي طالب وضمك إليه . و قد ذكر الإمام بن كثير أن أباه .ص. توفي وهو حمل في بطن أمه ثم توفيت أمه وهو ابن ست سنين ثم توفي جده وهو ابن ثمان فتولاه عمه أبو طالب وكل هذا من حفظ الله و كلاءته له و عنايته به – ألم يجدك يتيما فآوى . ووجدك ضالا فهدى وليس معنى هذا الغواية إنما معناه التيه أن النبي ضل عن الطريق في بعض شعاب مكة فرده الله إلى جده – ووجدك عائلا فأغنى أي فقيرا محتاجا فأغناك وهكذا عدد الله هذه المكارم على نبيه .ص. حالات الفقر و اليتم أوصاه بمقتضاه بعدم احتقار اليتيم و عدم نهر السائل وزجره وأمره أن يتحدث بنعم الله شكرا عليها . وهكذا تربى الرسول و نشأ ولم ينس أمته إنما كان عالقا متعلقا بها يقول دوما اللهم أمتي اللهم أمتي ويبكي فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد واسأله ما يبكيك وهو تعالى أعلم فأتى جبريل رسول الله فسأله فأخبره رسول الله بما قال فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . وفي الحديث لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته و إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة