فيقول الحق تبارك و تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"معاشر المسلمين ، أقف بكم اليوم في رحاب هذه الآية العظيمة التي يتلوها صغيرنا و كبيرنا بل و يحفظها أغلبنا و فيها إخبار من الحق جل و علا بمنزلة عبده ونبيه و رسوله سيدنا محمد بن عبد الله و يثني عليه عند الملائكة المقربين، والملائكة تصلي عليه، ثم في الآية أمر لأهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم على الحبيب الشفيع . فالصلاة من الله: رحمته ورضوانه، ومن الملائكة: الدعاء والاستغفار، ومن الأمة : الدعاء والتعظيم لأمره. ولما كانت للنبي .ص. مكانة عظيمة عند الله، فإن الله جعل لمن يصلي عليه ورتّب وعلق له الأجر العظيم والفضل الكثير، فعن أبي طلحة قال: قال.ص.أتاني آت من عند ربي عز وجل فقال:من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، و رد عليه مثلها" الله أكبر! بعمل بسيط سهل ، الله يجزي به الأجر العظيم . و اعلموا معاشر المستمعين أن هذه الصلاة تبلغ سيدنا رسول الله .ص. نعم، ما من مسلم يصلي عليه وما من مسلمة تصلي عليه في أي بقعة من الأرض إلا أبلِغه الله ذلك و قد جعل الله ملكا عند قبره، وأعطى له القدرة على سمع العباد، فيسمع جميع من يصلي على النبي .ص. فيبلغه بمن صلى عليه وباسمه كاملاً، وقد ورد من حديث عمار بن ياسر قال: قال .ص."إن لله تعالى ملكًا أعطاه سمع العباد، فليس من أحد يصلي علي إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي أن لا يصلي علي عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها" فيرد الله له روحه حتى يرد النبي .ص.عليه السلام، فعن أبي هريرة .ض. قال: قال.ص."ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" نعم، يرد الله له روحه فيرد علينا السلام، وهذا في أي بقعة أو مكان من الأرض، فلا يلزم أن يكون أمام قبره أو في المدينة، بل الأمر كما قال الحسن بن علي قال .ص."حيثما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني"ولما كانت الصلاة على النبي .ص.من أفضل القربات عند الله فإن وقوعها في أفضل الأيام يزيد من فضلها، فعن أبي مسعود البدري .ض.قال: قال .ص."أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه ليس يصلي علي أحد يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته"فخص يومنا هذا بالذكر لأنه من أفضل الأيام عند الله . يَا رَبَّنا يَا مُنْشِئَ الأَشْيَاءِ مِنْ عَدَمِ ** صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مَنْ عِشْقُهُ يَجِبُ**هذا الذِي لا يُضَاهى في مَحَاسِنِهِ**وَمِنْ سَنَاهُ مَعالِي الفَضْلِ تُكْتَسَبُ** صلَّى عليكَ إلهُ العَرْشِ مَا طَلَعَتْ**شَمْسُ النَّهَارِ وَمَالَ الظِّلُّ يَغْتَرِبُ ، يمعاشر السادة عطروا أفواهكم وزينوا مجالسكم بذكر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فاللهم صل و سلم و بارك على الحبيب المصطفى في يومنا هذا و في سائر أيامنا حتى نلقاك ، اللهم ارزقنا محبته و احشرنا تحت لوائه آمين