التاريــــخ : 06/04/2012 الموافق 12 جمادى الأولى 1433
الموضوع :
الخطبة الأولـــــــــــــى :
........................أَيُّهَا المُسلِمُونَ، الله جل و علا يريد بنا اليسر و لا يريد بنا العسر "يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا" و الله تعالى بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، يَعجَبُ مِن قُنُوطِ عِبَادِهِ ، يَنظُرُ إِلَيهِم يَائِسِينَ قَنِطِينَ، وَهُوَ يَعلَمُ أَنَّ مَا بهم سَيَنكَشِفُ عَن قَرِيبٍ، " اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ"َلَكِنَّهُ سُبحَانَهُ مَعَ إِرَادَتِهِ اليُسْرَ بِعِبَادِهِ ورَحمتِهِ بهم وَلُطفِهِ فَإِنَّهُ يَبتلِيهِم بِأَنَوَاعٍ مِنَ البَلاءِ، قَالَ سُبحَانَهُ: "َلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"يَبتَلِينا سُبحَانَهُ لِيَعلَمَ مِنا صِدقَ الوَلاءِ وَعَظِيمَ الرَّجَاءِ، وَلِيَنظُرَ صَحِيحَ التَّوبَةِ مِنا وَذُلَّ الدُّعَاءِ، فَيَجزِيَ الصَّادِقِينَ كَرِيمَ الجَزَاءِ وَعَظِيمَ الثَّنَاءِ، وَيَرفَعَ دَرَجَاتِهِم في الدُّنيَا وَفي الأُخرَى، ويُهلِكَ المُكذِّبِينَ المُستَكبِرِينَ عَنِ العِبَادَةِ، المُعرِضِينَ عَنِ التَّوبَةِ المُصِرِّينَ عَلَى الخَطِيئَةِ، وَيُنِيلَهُم مِنَ الذَّمِّ وَالعُقُوبَةِ مَا يَلِيقُ بهم مَا دَامُوا عَلَى تِلكَ الحَالِ،"وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتَّى نَعلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُم وَالصَّابِرِينَ وَنَبلُوَ أَخبَارَكُم"وَلَقَد كَانَ مِنِ ابتِلاءِ اللهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالى لنا تأخر نزول القطر عنا في إبانه ، فاستسقينا الله تعالى في مصلياتنا و في مساجدنا و في دعائنا و هَا هُو سُبحَانَهُ أغاثنا هَذِهِ الأَيَّامَ، فَنزِلُ المَطَرُ بِرَحمتِهِ في أَنحَاء مُتَفَرِّقَةٍ مِنَ بِلادِنا صَيِّبًا مِدرَارًا، فَلَهُ تَعَالى الحَمدُ عَلَى مَا أَعطَى، وَلَهُ الشُّكرُ عَلَى مَا أَولى، وَنَسألُهُ المَزِيدَ مِن فَضلِهِ وجُودِهِ " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيثَ مِن بَعدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ"وَلا شَكَّ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ أَنَّ إِنزَالَ الغَيثِ مِن أَجَلِّ نِعَمِ اللهِ تَعَالى عَلَى عِبَادِهِ، وَلا رَيبَ أَنَّ مِنَّةَ اللهِ عَلَينا بِالمَاءِ عَظِيمَةٌ وَكَبِيرَةٌ، فَهُوَ حَيَاةُ أَبدَانِنا وَطَهَارَةُ أَجسَامِنا ، وَهُوَ حَيَاةُ زُرُوعِنا وَقِوَامُ مَوَاشِينا "وَجَعَلْنَا مِنَ المَاء كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنُونَ" فليتخيل أحدنا فقده لهذه النعمة ولو لزمن يسير، حينها يعلم أن فضل الله عليه بها عظيم، وأن فقدها خطر جسيم، قال تعالى "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين" ثم لنتصور الماء ملحا أجاجا؛ حينها نعلم أن عذوبة الماء نعمة إلهية، ومنحة ربانية، تستوجب حمد الله وشكره، وتسبيحه وذكره، يقول الله تعالى" أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنْزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ"نفعني الله و إياكم بكتابه المبين
الخطبة الثانية
....................عباد الله ، إِذَا تَبَيَّنَّا حَاجَتَنَا المَاسَّةَ إِلى هَذِهِ النِّعمَةِ العَظِيمَةِ، وَأَنَّهُ لا قُدَرَةَ لَنَا عَلَى جَلبِهَا إِذَا غَارَت وَاستَعادَتِها إِذَا نَضُبَت، أَو إِغداقِها إِذَا شَحَّت وَزِيَادَتِهَا إِذَا نَقَصَت، فَإِنَّ الوَاجِبَ عَلَينَا أَن نَشكُرَ اللهَ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَى بَلادِنَا مِن هَذَا الغَيثِ الَّذِي أَنزَلَهُ عَلَى مُعظَمِ مَنَاطِقِهَا هَذِهِ الأَيَّامَ، فَالشُّكرُ يَحفَظُ النِّعَمَ وَيُقَيِّدُهَا، وَتَكرَارُهُ يَزِيدُهَا وَيُنَمِّيهَا، وَبِدَوَامِهِ دَوَامُها وَضَمَانُ استِمرَارِهَا، قَالَ سُبحَانَهُ"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابي لَشَدِيدٌ" فاللهم اجعلنا لأنعمك من الشاكريـــــــــن و لآلائك من الذاكرين ، اللهم إنا نسألك لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا و بدنا على البلاء صابرا وصل اللهـــم و سلم على .........