نعمة حليب الأم –
إذا كانت هيئة الصحة العالمية و الهيآت الطبية الأخرى تصدر بيانا تلو بيان يحث الأمهات على أن يرضعن أولادهن و يبين جدوى الرضاعة من الأم و فوائدها التي لا تكاد تحصر ، فإن ديننا الحنيف قد أمر بذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان
لماذا يغفلن أو يتغافلن بعض الأمهات عن الدور الذي تقوم به الرضاعة الطبيعية في صحة الأطفال و ذكائهم و نمو أجسامهم؟؟؟
.......هو أنفع غذاء للأطفال ، لا يضاهيه أي غذاء على الإطلاق ، فهو سهل الهضم ، كثير الفوائد ، غزير العوائد ، يغني عن الأطعمة كلها ، فسبحان من أوجده و أجراه عند الحاجة إليه ، سبحان من جعله شرابا سائغا للأطفال ، فاعرفوا عباد الله ، قدر هذه النعمة ، و اشكروا الله عليها ، و اعرفوا منزلة الأمهات اللاتي أجرى الله على أيديهن هذا الخير ، و جعل أثداءهن منبعا فياضا لهذه المكرمة الغذائية و الهبة الربانية . عباد الله ، إن البحوث التي قام بها العلماء توضح بدقة أن الرضعة التي يستقبلها الرضيع من أمه أثناء اليومين الأولين من ولادته ، تحتوي على تركيزات عالية من البروتينات الخاصة المضادة للميكروبات التي تسبب الأمراض ، و هي ما يطلق عليه إسم " الأجسام المضادة " و هذه الأجسام من العوامل الهامة التي تحمي الوليد و هو لا يزال في أشد حالات ضعفه ، فأين كان هذا اللبن قبل الولادة ، و بتدبير : من أين يأتي في هذا الوقت المحدد و ببالغ الدقة و حسب حاجة الوليد ؟؟؟من الذي جعله معقما و خاليا من الميكروبات ؟؟من الذي يكيفه و يغيره حسب حاجة الطفل إليه ؟؟من الذي جعله يحتوي على جميع المواد الغذائية الأساسية المطلوبة لنو الطفل ؟؟؟ إنه الوهاب المنان ، الرزاق الخلاق – سبحانك ربنا سبحانك ، ما أعظم شأنك – هو العالم بحال خلقه و ما يناسبنا " ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ؟" إنه فضل و إحسان ممن هو أرحم بنا من آبائنا و أمهاتنا . جاء في صحيح مسلم عن سلمان رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن الله خلق يوم خلق السموات و الارض مائة رحمة ، كل رحمة طباق ما بين السماء و الارض ، فجعل منها في الأرض رحمة ، فبها تعطف الوالدة على ولدها ، و الوحش و الطير بعضها على بعض ، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة " فتفكروا عباد الله في عظيم رحمته سبحانه ، و بالغ شفقته على خلقه و عنايته بهم ، و قوموا بعبادته و تعظيمه . أيتها الأمهات الفضليات ، إعلمن أن لبن الأم له فائدة عظمى ، و خاصية كبرى و على هذا اتفقت كلمة العلماء ، من الأطباء و الحكماء ، فلا تحرمن أنفسكن و فلذات أكبادكن من هذه النعمة الجليلة و المنة العظيمة ، التي هي أمانة في أعناقكن ، و تذكرن أن صحة أولادجن و دكاءهم بيدكن أنتن بإذن الله . أيها الإخوة المومنون : إذا كانت هيئة الصحة العالمية و الهيآت الطبية الأخرى تصدر بيانا تلو بيان يحث الأمهات على أن يرضعن أولادهن و يبين جدوى الرضاعة من الأم و فوائدها التي لا تكاد تحصر ، فإن ديننا الحنيف قد أمر بذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ، و قرر حق الطفل المولود في الرضاعة ، قال الله تعالى " و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة " و قال سبحانه " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم و لا تضاروهن لتضيقوا عليهن ، و إن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملن ، فإن ارضعن لكم فآتوهن أجورهن و أتمروا بينكم بمعروف ، و إن تعاسرتم فسترضع له أخرى لينفق ذو سعة من سعته ، و من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ، لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا " نعم لقد بلغ اهتمام الشرع بالرضيع درجة أوصى فيها الوالدين معا أن يأتمرا و يتشاورا في أمر وليدهما على الرغم من حدوث الجفوة و الطلاق و النفرة و الشقاق ، و يربط ذلك كله بتقوى الله عز وجل ، و كل هذا يدل على اهتمام الإسلام البالغ بأمر الطفل و صحته و غذائه . معشر المومنين : على الرغم من هذا الاهتمام البالغ بالرضاعة او عرفا و طبا ، إلا أن ذلك لم يجد طريقه إلى آذان بعض الأمهات ، مع الأسف الشديد ، و ما زال بعضهن يغفلن أو يتغافلن عن الدور الذي تقوم به الرضاعة الطبيعية في صحة الأطفال و ذكائهم و نمو أجسامهم . فالله الله في فلذات أكبادنا..........