أما الذين وقفوا على باب النبي .ص.فحينما أفاقوا من غشيتهم، سارعوا إلى الباب ينظرون إلى داخله من الشقوق، فرأوا عليا نائما فحسبوه رسول الله و قالوا : إن محمدا لنائم.و في الصباح نهض علي من فراشه، فدهشوا و بهتوا ، و علموا أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نجا ، فخرجوا في طلبه و بعثوا من ينادي في أحياء العرب : إن من يأتي بمحمد حيا أو ميتا فله جائزة مائة ناقة . و ساروا يقتفون الأثر ، حتى وصل بهم القاص إلى فم الغار، و قال : هنا انقطع الأثر و لا أدري أغاصوا في الأرض ، أم صعدوا في السماء ثم نظروا فإذا بنسيج العنكبوت قد سد باب الغار. و حزن أبو بكر حزنا شديدا ، و خاف على رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصل إليه المشركون، فقال : يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه لرآنا . فأجابه النبي صلى الله عليه و سلم بقوله: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا.
[justify]