من دروس الحج أنه يذكرنا باليوم الآخر. فالإنسان منذ أن يخلع ملابسه ويلبس ملابس الإحرام البيضاء فإن ذلك يذكره باليوم الآخر والذي يجرد فيه ملابسه بعد موته ويكفن في قطعة من التوب الأبيض **و قل لمن ملك الدنيا بأكملها **هل راح منها بغير القطن و الكفن**وقبل ذلك سفره عن الأوطان ووداعه الأهل والأبناء والأقارب راحلاً للحج، فينبغي أن يذكره بسفره الأخير إلى الدار الآخرة، على المسلم أن يتذكر بزحمة الطواف والسعي والرمي ذلك الزحام الرهيب يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، وأن يتذكر بحرارة الشمس في مكة يوماً تدنوا الشمس فيه من رؤوس الخلائق قدر ميل وأن يتذكر بالتعب والضنك والعرق المتصبب من على جسده وأجساد الناس من حوله، ذلك اليوم الرهيب والموقف المهول يوم يبلغ الناس من العرق مبلغاً عظيماً يختلفون فيه بحسب أعمالهم وإيمانهم. وعلى المسلم أن يتذكر بوقوفه يوم عرفة وقوفه بين يدي الله عز وجل.ذلكم المكان الذي تسكب فيع العبرات ، أسأل الله تعالى ألا يحرمنا من الوقوف بعرفة [b][justify]