الحمد لله وحده ، أعز عبده و نصر جنده و هزم الأحزاب وحده ، و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على من لا نبي بعده ،أما بعد عباد الله ، توالت علينا هذه الأيام ذكريات مجيدة ، و الكيس الفطن هو الذي يقف عندها لاستلهام الرشد ليدرك حقيقة لا بد من قولها و هي أن الحق يعلو و لا يعلى عليه ، ففي السادس من هذا الشهر كانت ملحمة المسيرة القرآنية الخضراء التي اكدت و تؤكد للقاصي و الداني على السواء لحمة أمتنا و تشبتنا بمقدساتنا و وحدة أرضنا و التي لا نتساهل في التخلي عن قلامة ظفر منها ، ثم جاءت ذكرى الأمس ، يوم عاشوراء ، يوم انتصار الحق على الباطل – انتصار موسى على فرعون - و ها نحن نستقبل يوم الثامن عشر من هذا الشهر ذكرى استقلال بلادنا بعدما قاسى شعبنا مرارة الاحتلال الاسباني الفرنسي الغاشم ،والمتتبع لتاريخ بلادنا، يلاحظ انه رغم المخططات والمناورات التي نفذتها القوى الاستعمارية الفرنسية والإسبانية مستعملة قوة الحديد والنار في محاولة تقطيع وحدة بلادنا وتمزيقها بهدف الهيمنة وطمس هويتنا ، استطاع آباؤنا و أجدادنا و ملوكنا أن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه الاستعمار الأجنبي معلنين التحدي الأكبر بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس رفقة وارث سره الحسن الثاني رحم الله الجميع ، لا ننسى معاشر السادة نفي محمد الخامس وأسرته الشريفة إلى كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر، كان مآلها الفشل الذريع وعجلت برحيل سلطات الحماية. و يعد يوم18 نونبر1955 دليلا قاطعا على أن المغرب ، بما امتاز به من تلاحم دائم بين العرش والشعب وبإيمانه الراسخ بعدالة قضيته ، استطاع أن يقهر قوى الاستعمار رغم ضخامة إمكانياتها ويرغمها على الاعتراف بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها عودة محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى والحصول على الاستقلال.عباد الله ينبغي ونحن نستحضر هذا الحدث التاريخي العظيم أن نستلهم منه الدروس و العبر لنتمسك بشرع الله ونحافظ على استقلالنا ونمضي قدما وراء عاهلنا المفدى جلالة الملك محمد السادس في تقديم التضحيات تلو التضحيات وللوقوف في وجه خصوم وحدتنا ، إن عدونا يتربص بنا الدوائر منذ القدم فهم يحسدوننا على ديننا على أمننا على راحة شعبنا على تضامننا على وحدتنا . أرادوا أن يحتلوا ديارنا و يدنسوا مقدساتنا ويريقوا ماء وجوهنا ويمشو بغرور و صلف في أرضنا ويشتتو وحدتنا و لكن ذلك لن يفت من عضدنا شيئا بل يزيدنا رسوخا و شموخا " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "فاللهم انصرنا على أعدائنا.....