بمناسبة اليوم العالمي للمعاق
يقول الأستاذ معاذ الصمدي خطيب مسجد باب الريان و واعظ قار بالمجلس العلمي المحلي مولاي رشيد
كلنا نملك البسمة والكلمة الطيبة وربما بعض الهدايا التي ندخل بها الفرح على ذوي الاحتياجات
الله تبارك و تعالى هو الذي خلقنا و جعلنا متفاوتين و مختلفين ، فمنا القوي و الضعيف و الغني و الفقير و المريض و السليم و المعافى و المبتلى ليبلونا و يختبرنا فمن رحم الضعيف و ساعد المحتاج و أعان العاجز رفع الله قدره و أكثر خيره و أوسع له في رزقه و غفر ذنبه و قضى حاجته – و قد أشرت إلى هذا في الجمعة الماضية عند حديثي عن داء فقدان المناعة المكتسبة و كيف ينبغي أن نرحم المبتلين به و نعاملهم أحسن معاملة و نأخذ بأيديهم .كذلكم يمعشر المسلمين كان سيدنا رسول الله .ص. يراعِي أصحابَ الحاجاتِ الخاصةِ فِي كلِّ أحوالِهِمْ ، فكانَ يأمرُ أصحابَهُ فيقولُ « مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ»و كانَ الصَّحابةُ الكرامُ يعتنُونَ بِمَنْ حولَهمْ، فقَدْ كانَ عُمرُ بنُ الخطابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- يخرجُ فِي سوادِ الليلِ فرآهُ طلحةُ، فذهبَ عمرُ فدخلَ بيتًا، ثُمَّ دخلَ بيتًا آخرَ، فلمَّا أصبحَ طلحةُ ذهبَ إلَى ذلكَ البيتِ فإذَا بعجوزٍ عمياءَ مقعدةٍ فقالَ لَهَا: مَا بالُ هذَا الرجلِ يأتِيكِ؟ قالَتْ: إنهُ يتعاهدُنِي منذُ كذَا وكذَا يأتينِي بِمَا يُصلحُنِي، ويُخرِجُ عنِّي الأذَى"وفِي عهدِ الخليفةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ -رضيَ اللهُ عنهُ- كتبَ إلَى أمرائِهِ أنْ يُحصُوا لهُ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصةِ، وأمرَ لكلِّ أعمَى بقائدٍ يَدُلُّهُ علَى الطريقِ ، عبادَ اللهِ: ونحنُ فِي زمانِنَا يعيشُ بينَنا فئةٌ منْ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصةِ، كالأعمَى والأصمِّ وقليلِ الإدراكِ وضعيفِ الحركةِ و منعدمها ، الله – الله . كم من غني صار فقيرا و كم من صحيح صار معاقا وهم مع ذلك قادرُونَ بغيرِهِمْ عَلَى العطاءِ فِي حياتِهمْ بتعاونِنَا معَهمْ، وكمْ فِي ذَلكَ منَ الأجرِ الكبيرِ، و قد قَالَ النَّبِيُّ ص."إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ: التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ... وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ، وَتَهْدِي الأَعْمَى، وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ " فهذَا الحديثُ وغيرُهُ مِنَ الأحاديثِ الكثيرةِ تفتحُ بابَ الخيرِ والرَّحمةِ لكُلِّ الَّذينَ أكرمَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ بوجودِ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ بينَهُمْ مِنْ آباءٍ وأمَّهاتٍ ومعلمينَ ومدربينَ وأطباءَ وممرضينَ؛ وتدفَعُهُمْ إلَى بذلِ المزيدِ مِنَ الرِّعايةِ والعنايةِ بِهمْ؛ فخدمتُهُمْ ورعايتُهُمْ وإدخالُ السُّرورِ علَى نفوسِهِمْ مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلَى اللهِ تعالَى، قالَ رَسُولُ اللَّهِ.ص." خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ"و لا عجب أن نرى في طليعة المهتمين بهذا الشأن في بلدنا – إمامنا و ولي أمرنا جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، فبتوجيهاته و رعايته أنشئ المركز الوطني " محمد السادس " للمعاقين، تلكم المعلمة الوطنية التي تعد مركزا مرجعيا على الصعيد الوطني والإقليمي في مجال الإعاقة – من أجل كرامة المعاق – ومن هذا المسجد أدعوكم لزيارة دور المعاقين، و تفقد ذوي الاحتياجات الخاصة أينما وجدوا – صغارا و كبارا - ولنحاول أن نتعبد الله بخدمتهم ، إن بعضنا لا يملك المال الذي ينفقه على هذه الفئة ولكننا نملك البسمة والكلمة الطيبة وربما بعض الهدايا التي ندخل بها الفرح على ذوي الاحتياجات ممن شاء القدر أن يعزلهم من الحياة