أحيى مجلس مقاطعة مولاي رشيد بالدار البيضاء بتنسيق مع الرابطة المحمدية لعلماء حفل تأبين للمرحوم الشيخ محمد الصمدي مساء الجمعة 22 أكتوبر 2010 بالمركب الثقافي مولاي رشي ، قد حضر الحفل ثلة من العلماء والخطباء والدعاة والمنتخبين وجمهور غفير من ساكنة الدار البيضاء .
بعد آيات بينات من الذكر الحكيم ، قدم الدكتور محمد عزالدين توفيق لفقرات الحفل بكلمة بين فيها خصوصية الدار البيضاء التي اجتمع فيها ثلة من العلماء الفقهاء والدعاة، فرغم حداثتها جاءوا ليستقروا فيها كأنهم كانوا على ميعاد، جمعهم العمل للإسلام والدعوة إلى الله، وفي كل مرة نفتقد واحدا منهم نحتاج أن نقف وقفة مع رحلته الدعوية ومع سيرته العلمية، ومثل هذه الندوات وحفلات التكريم مناسبة لإظهار ذلك على يد زملائه العلماء والدعاة وتلاميذه، إنها فرصة للثوتيق، ومناسبة لسماع أمور ومواقف تنفع في مجال الاقتداء ثم إن التكريم هو حق المسلم الذي أسدى المعروف وفعل الخير في واقع الناس،
إن العلماء أحق الناس بالتكريم والتخليد وأن تتسمى بهم الشوارع والطرقات والمسارح والمركبات ، وأن تضمن سيرهم في الكتب المدرسية، لأنهم أحق من يجب أن تعرف سيرهم .
بعد ذلك تقدم محمد العراض ليتلو كلمة الدكتور أحمد العبادي رئيس الرابطة المحمدية للعلماء هذه الكلمة التي ضمنها صاحبها دررا سبعة ، حيث ذكر بصيت الشيخ محمد الصمدي الحسن ذكره الطيب وأثنى على علمه وفقه ومساهماته المثمتلة في العديد من الحواشي على بعض كتب الفقه المالكي مشيدا بدور والده وفضله عليه كما توقف طويلا عند خصال الرجل الذي اعتبره رجل الأمة والمجتمع الذي عاش زاهدا عفيفا قنوعا كما ذكر أثره في المجال التربوي حين اعتبره مربيا ناجحا وموجها موفقا إذ كان يألف ويِؤلف، كان صبورا نصوحا فكها .... لقد كان من أهل العلم المخلصين الذين بذلوا حياتهم للعلم دون كلل أو ملل، فعاش داعيا في بيته وفي مسجده ومدرسته وفي الشارع، عاش يعلم لله وينصح لله ويدعو لله، ثم ختم كلمته بانطباعه حول جنازة الشيخ التي كانت عرسا في موكب مهيب مما يدل على حسن خاتمة الشيخ.
ثم تقدم إلى المنصة الأستاذ الحسين أشقرا عضو الأكاديمية الجهوية للرابطة الذي شكر الجهتين المنظمتين للحفل التأبيني وذكر بإرث العلماء ودورهم في المجتمع وبخلودهم وإن ماتوا ودعا إلى ضرورة الاحتفاء بالعلماء لأن الدور دورهم ثم تلا قصيدة في رثاء الشيخ المرحوم. أما الدكتور مصطفى الحيا رئيس مقاطقة مولا ي رشيد فقد عبر في كلمته عن رفض المقاطعة أن يمر حدث موث الشيخ في صمت وهو الذي قضى ربع قرن في تراب هذه المقاطعة عالما وإماما و خطيبا ومربيا وداعيا وكان رحمه الله مثالا في العفة والتجرد أحبه الناس بأخلاقه وفضله وعلمه ثم نوه بالرابطة المحمدية للعلماء التي استجابت فورا عندما طلب منها التنسيق والمساهمة في حفل التأبين هذا.
أما الأستاذ عبد الباري الزمزمي فقد قدم شهادة في حق زميل دراسته الشيخ محمد الصمدي مستهلا كلمته بقوله: " ليس من الجميل بالعرفان أن ننسى علماءنا وهم أحياء، ونحتفي بهم وهم أمواتا، وإن من محاسن هذا الحفل، أن يكون فيه تشجيع للعلماء ليموتوا، لأن علماءنا يموتون أحياء، ويحيون أمواتا." بعد ذلك ذكر بعضا من مناقب الشيخ الذي التحق بأسرة آل الزمزمي بطنجة في بداية الستينات طالبا للعلم، ولازمهم حتى كانوا يرونه فردا من أسرته، لقد عرفنا فيه خصال النبوة يقول الأستاذ الزمزمي التي ضمنها الحديث الشريف " إن القصد و التؤدة و حسن السمت من خمسة و عشرين جزءا من النبوة" لقد كان رحمه الله ورعا و من ورعه أنه كان يتجافى الصلاة في العمارات التي يعلم أنها بنيت بالقروض الربوية و كان متواضعا لا يتظاهر بما معه من العلم رغم غزارته و كان جادا صادقا في تدينه و سلوكه و كل من خالطه أدرك في هذه الأخلاق و الفضائل و لقد أصابه ما أصاب العديد من المغاربة في سنوات الرصاص حيث اعتقل بدار بريشة لمدة سبعة أشهر.
ثم أعطى الدكتور محمد عزالدين توفيق الكلمة لنجل الشيخ محمد صلاح الدين الصمدي الذي ذكر بمصيبة الموت و تعزى بوفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث لا مجال إلا للصبر و الاحتساب و الرضى بقضاء الله و قدره ثم توقف عند محطات مشرفة من حياة الفقيد الذي عاش عالما مربيا و داعيا بدءا بأسرته حيث أكرمه الله بخمسة أبناء كلهم يحفظون القرآن، و كان يتخذ مصلى داخل قسمه يؤم فيه تلاميذه و لم يجد غضاضة من الدعوة في الشارع و السوق و الإدارة ... و لقد كان له من التلاميذ علماء نجباء ذكر منهم المرحوم الدكتور فريد الأنصاري و كان رجل الشفاعة الحسنة إذ طالما توسل لطلبته و تلاميذه لدى مؤسسات و هيئات و إدارات و محسنين .
بعد ذلك توالى على المنصة ثلاثة من طلبته و أحد سكان حي الصدري الذين أفاضوا في ذكر مناقب الشيخ و توقفوا طويلا عند تواضعه و سعة علمه و تعففه و صدق جهاده.
يذكر أن هذا الحفل التأبيني كان فرصة للتواصل و التزاور بين هيئات و فعاليات ترحموا كلهم على الشيخ الذي جمعهم بعد مماته في هذا الحفل الذي اعتبره الجميع التفاتة يمكن اعتبارها بعضا من الواجب في حق عالم جليل كرس حياته للتعليم الشرعي و الدعوة و الفتوى.[/b][/b]
[/size]