...........و نحن نودع عامنا هذا حري بنا أن نعتبر بزماننا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فالماضي خزان للعبر. انظروا إلى من حولنا، كم من أقاربنا وجيراننا وأصحابنا ومعارفنا و والدينا ودعناهم إلى دار البقاء، انظروا إلى هذا الماضي، ما جرى عليهم سيجري علينا، سنة الله واحدة في الناس أجمعين، و استفيدوا من الحاضر، فقد قال النبي .ص. "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ـ نخلة صغيرة ـ يريد أن يغرسها فلا يقوم حتى يغرسها.... ثم على الإنسان بالنسبة للمستقبل أن يستقبل المستقبل بأمل ورجاء لا بيأس وقنوط مهما ادلهمت الخطوب، ومهما تتالت الكروب، فثقوا أن بعد الظلام فجراً وأن مع العسر يسراً، وأن الكرب لن يدوم وأن دوام الحال من المحال وأن الأيام يداولها الله بين الناس . إننا نأمل معاشر السادة ونحن نودع هذا العام الهجري أن يكون لدينا الوعي الكامل والإدراك الشامل بمخاطر أعدائنا ومخططاتهم، فكم تغلي قلوبهم على أمتنا حقداً، وكم يعضون الأنامل علينا غيظاً، يريدون قطع دابر ديننا و وحدتنا كي تخور القوى ويُتبع الهوى وتعم البلوى لكن وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللَّهِ نُصْرَتُهُ ***إنْ تَلْقَهُ الأسْدُ فِي آجَامِهَا تَجِمِ***ومَنْ يَعْتَصِمْ بِكَ يَا خَيْرَ الوَرَى شَرَفـًا ***اللَّهُ حَافِظُهُ مِنْ كُلِّ مُنْتَقِمِ...فاللهم احفظ علينا أمننا و استقرارنا ، اللهم اجمع على الحق كلمتنا و وفقنا يا مولانا لكل خير و أعنا عليه و اصرف عنا كل بلاء و شر .........