...وهكذا يتقدم سيدنا موسى عليه السلام إلى البحر و هو يتلاطم بأمواجه، فلما ضربه بعصاه انفلق و انفتح اثنا عشر طريقا يابسة لا وحل فيها ، و صار الماء السيال بين هذه الطرق كأطواد الجبال . فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين ، و دخل فرعون و جنوده في أثرهم . فلما جاوزه موسى و قومه و خرج آخرهم منه. و تكامل فرعون و قومه في داخل البحر أطبقه الله عليهم و عاد إلى حالته الأولى، فأغرقهم أجمعين. و لمَّا أدرك فرعون الغرقُ قال: "آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ولكن لم ينفعه الإيمانُ حينئذٍ فقيل له توبيخًا "آَلآَنَ" - يعني: آلآنَ تؤمن "وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" .هذه حكمة الله ، إرادة الله ، مشيئة الله أنه من كذب الرسل و الأنبياء فإن عقاب الله في انتظاره . و أن نصر الله و معيته لا تفارق المومنين في كل زمان و مكان و أن من أراد التوبة و العودة و الإنابة إلى الله فليعجل بها قبل فوات أوانها .....
[justify]