هبت علينا ذكريات رسول الله
فيا أيها الأخوة المسلمون، كلما أهل علينا شهر ربيع الأول، هبت علينا ذكريات رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكريات مولده عليه الصلاة والسلام، ففي شهر ربيع الأول ولد محمد صلى الله عليه وسلم وفيه بعث وفيه هاجر، هذا النبي الكريم من حقه علينا أن نتذكر سيرته كلما جاءت مناسبة من المناسبات، وليس هذا من الاحتفال المبتدع، فنحن إنما نذكر الناس بهذه السيرة ونربطهم بهذه الرسالة المحمدية، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حين، ويقول سعد بن أبي وقاص: كنا نروج لأبنائنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظهم السورة من القرآن، يروون لهم ما حدث في بدر وما حدث في أحد وما حدث في الخندق وفي بيعة الرضوان .. الخ، فلذلك علينا أن نهتدي بالصحابة وننتهز الفرص بعد الفرص لنذكر الناس بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حينما نحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام الحقيقة أننا لا نحتفل بمولد شخص إنما نحتفل بمولد رسالة، رسالة ظهرت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فحديثنا عن الرسول باعتباره مرسلاً لا باعتباره شخصاً، باعتباره شخصاً أعدته العناية الإلهية ليحمل الرسالة الخاتمة للبشرية ويحمل الرسالة العالمية التي امتدت طولاً حتى شملت آباد الزمن وامتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم وامتدت عمقاً حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة، وصدق الله العظيم إذ يقول لرسوله (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) ، (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون).
[justify]