التاريــــخ : 11/04/2012 الموافق 19 جمادى الأولى 1433
الموضوع : " شهود يوم القيامة
المناسبــة : تابعة للخطبة السابقة شهود الدنيا
الخطبة الأولـــــــــــــى :
....أما بعد:معاشر المسلمين يقول الله تبارك و تعالى " و لا تكتموا الشهادة و من يكتمها فإنه آثم قلبه و الله بما تعملون عليم "معاشر المسلمين : لو أننا عملنا عملاً ما، ثم سُئلنا عنه، فأنكرنا، ثم جيء بشهود عدول شهدوا علينا بما فعلنا، ماذا يكون موقفنا من أنفسنا أمام هؤلاء الشهود؟ لاشك أنه موقف صعب، وإذا كان الأمر كذلك، فليفكر الذين ألفوا المعاصي و أصبحت كالذبابة على الأنف ، و تاركوا الصلاة ، وأصحاب المخالفات، والذين لا يأتمرون بأوامر الله عز وجل، بمن يشهد عليهم أمام الله عز وجل يوم القيامة، في ذلك اليوم الذي يظهر كل شيء، ويكشف كل شيء، والشهود في ذلك اليوم، من أصدق الناس، ومن أعدل الناس في إعطاء شهاداتهم.أيها المسلمون، إن شهود الدنيا، في قضية ما، قد يكذبون وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، لكن شهود يوم القيامة صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تماما عن شهود الدنيا، لا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يحمل قول الملك الحق المبين "أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْء"عباد الله، لنحاسب أنفسنا ونحن هنا في الدنيا، وفي الوقت متسع، وباب التوبة مفتوح " و إني لغفار لمن تاب و ءامن و عمل صالحا ثم اهتدى " لنبادر معاشر المسلمين ، بفعل الخيرات و الطاعات و ترك المنكرات وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، أسأل الله عز وجل، أن يرحمنا في ذلك اليوم، وأن يعاملنا بلطفه ومنّه وكرمه، وأن يتجاوز عنا، وأن يسترنا، ولا يفضحنا بين الخلائق / من شهود يوم القيامة: الأرض :يقول الله تبارك و تعالى" بسم الله الرحمن الرحيم : إِذَا زُلْزِلتِ الاْرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الارْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الإِنسَـٰنُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا " لما قرأ رسول الله. ص.هذه الآيات ، قال"أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة، بما عمل على ظهرها، أن تقول: عملت كذا وكذا، يوم كذا وكذا:فهو أخبارها. يا له من موقف صعب، يا له من منظر مهول، الأرض، هذا المخلوق، الذي نطؤه بأقدامنا في الدنيا، و نعصي الله على ظهره دون أن نعلم بأن هذا الجماد الصامت سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهداً لنا أو علينا، يشهد بكل ما رأى من زنا و سرقة وقتل، و إذاية للبلاد و العباد وابتعاد عن منهج الله و ترك للصلاة وكذب وغيبة ونميمة وغير ذلك ، وكذلك تشهد هذه الأرض بما حدث عليها من خير في جميع صوره و أشكاله ، فهل نتعظ و نحن نمشي على هذه الأرض، فلا نفعل عليها إلا ما يرضي الله؟
...أما بعد: أيها المسلمون، ومع كثرة الشهود يوم القيامة ، إلا أن هناك صنف من الناس، يأتيهم الشاهد المفاجئ ، جوارحهم، سمعهم وأبصارهم وجلودهم، لتكون شاهداً عليهم، وهناك تكون المفاجأة لهم. يقول الله تعالى"وَيَوْمَ نحْشرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَـٰرُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْء وَهُوَ خَلَقَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"
• شروحات مرتجلة جد هامة و مؤثرة .