الأستاذ معاذ الصمدي المدير العام
عدد المساهمات : 181 نقاط : 570 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/10/2010 العمر : 53 الموقع : https://essamadi.3oloum.com
| موضوع: [size=24]الأمن الاجتماعي و الصحي و الغذائي " من وحي خطب الأستاذ معاذ الصمدي[/size] 23/10/2010, 09:59 | |
| الأمن الاجتماعي و الصحي و الغذائي .....يقول سيدنا رسول الله .ص.في الحديث الذي رواه الترمذي و ابن ماجة"من أصبح آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"الله أكبر، إنها كلماتٌ يسيرات، لكنها ضمت معنى الحياة الحقة والاستقرار الدائم، بل إنها كلمات ترسم للمرء صورة الحياة ، على أنها لا تتجاوز هذه المعايير الثلاثة، والتي لا يمكن لأيِّ كائن بشري عاقل أن يتصوّر الحياة السعيدة بدون توافرها، إنه أمن المرء في سربه أي في بيته ومجتمعه، ومعافاته في بدنه، وتوفّر قوت يومه.إنها عبارات سهلة على كل لسان،لكنها تعادل حيازة الدنيا بأكملها.أمن المرء في سربه وهو مطلبُ الفرد والمجتمعات على حدّ سواء، وهو الهدف المرتقب لكل الناس بلا استثناء على اختلاف مشاربهم، فالحياة الآمنة هي أساس استقرار المجتمعات، وإلا فما قيمة لقمة يأكلها المرء وهو خائف، أو شربة يشربها الظمآن وهو متوجِّس قلِق، أو نعسة نوم يتخللها الهلع، أو علم وتعليم وسط أجواء محفوفة بالمخاطر؟!إن كل مجتمع يفقد الجانب الأمني في ثناياه إنما هو في الحقيقة فاقد لمعنى الحياة لا محالة،ومن أجل الأمن ـ عباد الله ـ جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة والحدود الرادعة تجاه كل مُخلٍ بالأمن كائنا من كان، بل وقطعت أبواب التهاون في تطبيقها،وحين يدبّ في الأمة داء الضعف الأمني فإن المتسببين في ذلك يهيلون التراب على تراث المسلمين، ويقطعون شرايين الحياة الآمنة على الأجيال الحاضرة والآمال المرتقبة.إن إصباح المرء المسلم آمنا في سربه لهو من أوائل بشائر يومه وغده، وما صحّة البدن وقوت اليوم إلا مرحلة تالية لأمنه في نفسه ومجتمعه، إذ كيف يصحّ بدن الخائف؟! وكيف يكتسب من لا يأمن على نفسه وبيته؟!ولأجل هذا ـ عباد الله ـ كان لزاماً علينا أن نقدر حقيقة الأمن و الأمان و الاستقرار التي حبا الله بها بلادنا و لله الحمد و المنة وأن نستحضرها نصب أعيننا بين الحين والآخر، حتى لا نكون فاقدي الإحساس بها،أيها المسلمون، لقد أتبع النبي.ص. أمنَ المرء في سربه المعافاةً في الجسد، وجعل المعافاة في الجسد ثلث حيازة الدنيا بحذافيرها، وهذا أمر واضح جلي؛ لأن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه ويحسّ به إلا المرضى من الناس.الصحة والعافية ـ عباد الله ـ محلّ يُغبن فيهما المرء على حد قول سيدنا رسول الله .ص."نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"السلامة لا يعدلها شيء، والصحة التامة والسلامة من العلل والأسقام في البدن ظاهراً وباطناً لهو من مكامن الحياة الهانئة المستقرة؛ إذ فيها عون على الطاعة، والقيام بالتكاليف الشرعية على أحسن وجه والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.الأمراض والأسقام ـ عباد الله أدواء منتشرة انتشار النار في يابس الحطب، ومن هنا تكمن الغبطة للأصحاء، غير أن هذه الأسقام هي وإن كانت ذات مرارة وثقل واشتداد إلا أن الله جل شأنه جعل لها حكماً وفوائد كثيرة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، وقد قال رجل لرسول الله : أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ قال"كفارات"قال أبي بن كعب: وإن قلَّت؟! قال"وإن شوكة فما فوقها" رواه أحمد، وعند البخاري ومسلم أن رسول الله.ص. قال"ما من مسلم يصيبه أذىً من مرض فما سواه إلا حطَّ الله به سيئاته كما تحطّ الشجرة ورقها"و أيضا فإن الصحة بلا إيمان هواء بلا ماء، والمرض بلا صبر ورضا، بلاء يتلوه بلاء، وجماع الأمرين دين وإيمان بالله.ثم يقول سيدنا رسول الله عنده قوت يومه أراد بقوت اليوم الحال الوسط بين الضدين، لا حال الأثرياء المترفين الذين يحبون المال حباً جماً حتى يُعميهم عن دينهم وأخلاقهم، وخلواتهم القلبية وجلواتهم الروحية. و لا الذين يحتالون باسم التكسب ،ولهذا فإن من ملك قوت يومه فإنه يكون في منأًى عن بطر الغنى وهوان الفقر، فيكون كافاً عافاً، ومن هنا جاءت حيازة الدنيا.و لقد من الله علينا من النّعَم وزاد لنا في الفضل وكاثر علينا من الخيراتِ ما لم يكن في السابِقين من أسلافنا، جُمِعت لنا النّعَمُ السابقة والنّعَم الحاضِرة، وما تأتي به المكتَشفات والمختَرعات والعلوم والمعارِف أعظمُ وأكبر في شؤون دنيانا كلِّها؛ عِلمًا واقتصادًا وفِكرًا وإنتاجًا وكَسبًا واحتِرافًا ونَقلاً واتِّصالاً وطِبًّا وعِلاجًا، نَباتًا وحَيوانًا، في المأكلِ والمشرب والملبَس والمسكَن والمركَب، فتحٌ في العلومِ والمعارف والآلاتِ والأدوات، -و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ، كل هذا هو من ربنا – و ما بكم من نعمة فمن الله ومما يضعِف الشكرَ ويورِث القسوةَ والغفلة والجفاءَ عن معرفة حقيقة هذه النعم أن يُبتلَى العبدُ بالنظر إلى ما عند غَيره وينسَى ما عندَه أو يحتَقِرُ ما عنده ويتقالُّه،"ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض" وفي الحديث"انظُروا إلى من هو أسفَل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فَوقَكم؛ فهو أجدَر أن لا تزدَروا نعمةَ الله عليكم". فحقٌّ على العبدِ أن يشتغلَ وينصرف إلى ما أعطاه الله، بل إلى مَا ابتلاه الله به منَ النّعَم والفَضل"هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر". | |
|