أرسله إلى فرعون الذي تكبر على الملأ و قال: أنا ربكم الأعلى . فدعاه إلى الله. فأنكر فرعون و قال:"و ما رب العلمين؟؟" فأجابه موسى بأنه هو "رب السماوات و الأرض و ما بينهما إن كنتم موقنين" فقال فرعون لمن حوله مستهزئا ساخرا بموسى:"ألا تستمعون؟؟" فذكره موسى بأصله ، و أنه مخلوق من عدم و متسلسل من آباء سبقوه و هلكوا ، و أن الله هو رب الجميع "قال ربكم و رب ءابائكم الأولين" حينئذ بهت فرعون و انقطعت حجته فلجأ إلى دعوى أن موسى مجنون لا يؤخذ كلامه، فرد عليه موسى بأن الجنون هو إنكار الرب العظيم ،فلما عجز فرعون عن رد الحق لجأ إلى القوة ، فتوعد موسى بالسجن "قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين" و هكذا لم يملك حجة يرد بها الحق إلا التهديد. فما زال موسى يأتي بالآيات كل آية أكبر من أختها فيحاول فرعون إخفاءها و ردها. و يفتخر بقوته فيقول: "يقوم أليس لي ملك مصر و هذه الأنهر تجري من تحتي أفلا تبصرون"... و أوحى الله تعالى إلى موسى أن يخرج بالمسلمين من أرض مصر ليلا. فخرج بهم فساروا قاصدين بلاد الشام فلما علم فرعون بذهابهم غضب غضبا شديدا و جمع جيشه و جنده ليلحقهم و يمحقهم ، فأخرجه الله"من جنت وعيون و كنوز و مقام كريم" ليجعلها لموسى و قومه من بعدهم، فركب في جنوده طالبا موسى . و قومه فأدركهم عند شروق الشمس قريبا من البحر.....
[justify]