قال الله تعالى "و ذكرهم بأيام الله" نحن الآن على طرف قنطرة نوشك أن نعبرها لتستقر أقدامنا قنطرة أخرى، فخطوة نودع بها عاما، وأخرى نستقبل بها آخر، ونقف بين القنطرتين مودعين ومستقبلين، مودعين عاما كاملاً أودعنا فيه ما شاء الله أن نودع، فخزائن بعضنا ملأى بما هو له، وخزائن بعضنا ملأى بما هو عليه، ومن الناس من جمع ما له وما عليه، معاشر المسلمين :إن هذه الجمعة هي آخر جمعة في هذا العام، الذي أوشك رحيله، وصدق الله، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً "يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار"وهذا السير الحثيث يمعاشر المسلمين يباعدنا عن الدنيا ويقربنا إلى الآخرة، يباعدنا من دار العمل ويقربنا من دار الجزاء.و لله در علي بن أبي طالب رضي الله عنه القائل: "ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، و لا تكونوا من أصحاب الدنيا. فإن اليوم عمل و لا حساب، وغداً حساب و لا عمل" ....